"مصر الان "تفتح الملف وترصد حكايات الناجين من الموت فى المخازن الليبية
تعد مصر نموذجا ناجحا فى القضاء على ظاهرة الهجرة غير الشرعية وحرصها على الالتزام بالمواثيق الدولية مما جعل مصر تحظى بإشادات دولية تحت قيادة حكيمة من الرئيس السيسى فمنذ تولى الرئيس لم تتوقف الدولة عن محاربة الهجرة غير الشرعية بالتعاون مع عدة مؤسسات أهمها وزارة الهجرة للقضاء على هذة الظاهرة التى يلجأ اليها الشباب من القرى لتحقيق المكاسب المالية الطائلة
ولكن مازال الشباب مصرا على الهجرة ،والواجهة كانت ليبيا فى مخازن الموت ، وحكايات نسمعها أول مرة من ذويها الذين شارفوا على الموت أكثر من مرة من داخل المخازن الليبية وعلى مراكب النجاة ناجون من قوارب الموت يروون تفاصيل رحلتهم لمصر الآن من والاهوال التى واجهوها وبعض الطرق الاخرى التى اكتشفوها بعد ذلك بعيدا عن المياة…
يقول السيد محمد المصرى 25 سنة أخد الناجين من مراكب الموت: عشت كابوسا مرعبا أتذكر تفاصيلة جيدا عندما سافرت من الاسكندرية الى السلوم عند أولاد على واستقبلونا هناك فى خيم قريبة من الهضبة وعندما جاءت الساعة 12 ليلا وصعدنا علي الهضبة وكان معي أحد الاشخاص اسمة (دليل) بيبقى عارف الطريق وهو بيعدينا من مناطق يمكننا التحرك فيها ووصلنا للأسلاك التي تفصل بين مصر وليبيا أي الحدود المصرية الليبيه ومن الجهة الاخرى كانت تنتظرنا عربات ليبية و أول شئ يفعلوه هو أن يأخذوا كل الفلوس من الشباب وهو ما حدث معي و من هنا بدأت رحلة العذاب .
ويواصل السيد حكايتة أخذونى الى المخزن فى حجرة لاتتعدى 10 متر ولاتستوعب أكثر من 9 أفراد فوجئت بتواجد أكثر من 50 أو 60 فرد
واستغرقت حوالي 15 يوما حتي وصلت الي ليبيا و فى الطريق من مخزن لمخزن ومن منطقة لآخري في الصحراء طلع علينا عصابة وضربوا علينا نار وظلوا يطاردونا 8 ساعات فى الصحراء والحمد لله هربنا منهم .
ويوضح السيد طبيعة الحياة فى المخازن الليبية ،لا يوجد أكل ولا شرب طوال اليوم وقد يصل الامر الي ٣ ايام متواصلة من عدم الاكل ونادرا ما يتعاطف معك احد ويعطيك قطعة من الخبز والمعاملة هناك سيئة للغاية والنوم بمواعيد لكثر ة عدد الافراد فى المخزن و وإذا حدث وتسبب اي شخص في اي اعمال شغب يقوم الريس المسئول بالتعدي علينا بالضرب والاهانه .
ويضيف السيد :بعدما وصلت طرابلس استلمنى احد الاشخاص وأخذنى الى المخزن وظللت هناك 4 شهور وبعد ذلك كدة قام بتسليمنا الي ميليشيات طلبوا منا أموال و هربنا منهم فى منزل قريب من المخزن يبعد عنة حوالى 20 كيلوا جرى فى الصحراء و اضطرينا للعمل لدي صاحب البيت حتى ظهر أمامنا رجل اخر ذهبت معة الى مخزنة وانتظرت شهرين حتى جاء لى وقال لي "كلم أبوك وقولة يحولى 35 الف جنيه ثمن ركوبك البحر وأنا كنت متفق مع المهرب الاول على 75 ألف جنيها،
ويكمل حديثة قائلا : ركبنا البحر الساعة 3 فجرا وكان المطر شديد و البرق وكان الموج عالى جدا وظللنا 53 ساعة فى المياة حتى دخلنا مياة (لامبدوزا) وفوجئنا بإرتفاع الامواج وعدم القدرة علي التحرك بالمركب وظل الوضع كذلك حوالي ١٠ ساعات كامله ، وبعد تواصل دائم مع الانقاذ الايطالى جاءنا مركب من بعيد فضلنا نسفر ونصوت ليهم نزلوا لانشيين من المركب وابلغونا بأنهم مراكب تابعة لمنظمة أوروبية لحماية اللاجئين فى البحر وبدأوا بإنقاذ الاطفال أولا ،ثم النساء والشباب وعاملونا أفضل معاملة وأعطونا ملابس جديدة وبطاطين وعالجوا من يحتاج للعلاج والاسعاف والحقيقه أجزم أنني رأيت الموت بعيني .
أما محسن محمد 18 سنة دبلوم فنى فيحكي لنا تجربته قائلا : خرجت من بلدي (كفر حفنا )على السلوم ،وانتظرت فى التخزين يومين وبعد ذلك صعدنا الجبل ليلا و دخلنا ليبيا وكان معانا دليل بدوى وجلسنا في الصحراء 6 أيام متواصله وهاجمتنا عصابه طلبت فدية من أهلى قدرها 50 ألف جنية ، بعد ذلك انتقلت الي التخزين فى زوارة وجلست هناك 3 أشهر وركبت البحر واتمسكت وبعدين ركبت تانى واتمسكت والفلوس راحت عليا قعدت منتظر فى التخزين مدة طويلة والمهرب اتصل بأهلى وطلب ٤٥ الف جنيها ، علي الرغم من ان ركوب البحر لا يحتاج الي تسعيره بل المفترض ان يكون مجاني ،المهم ظللنا البحر ما يقرب من 60 ساعة ومحدش شايف غير أزرق فى أزرق وبالليل صوت الموج فقط بيبقى مرعب جدا ، وأنت مش عارف اذا كنت هتوصل ولا هتموت و فى اليوم الثالث رأينا طائرة تحلق فوقنا وبعد دقائق غادرت وبعدها ب6 ساعات رأينا الانقاذ ا الالمانى (سى وتش) و نقلنا على المركب الكبيرة وفضلنا عليها 10 أيام وبعدها دخلنا سيشليا فى الحجر 14 يوما والانقاذ الالمانى كان متعجب جدا من وجود شباب في أعمارنا في البحر لعدة أيام ونعرض أنفسنا للمخاطر التي قد تنتهي بالموت المحقق ،
ويحكى محمد عذب الشهير ب "ميشو "28 سنةعن نجاته من الموت قائلا : بدأت رحلتى ومشيت طريقى حتي وصلت عند كمين مرسى مطروح بيسألونا رايحين فين قولنا لهم شغل الظابط قال أنتوا رايحين ليبيا واتحبسنا 5 أيام أنا واللى معايا ، بدأت الرحلة بحبس في مصر و قضينا ٥ أيام ثم اكملنا الطريق الى السلوم ،وفجأة لقينا كمين عند السلوم نزلنا من العربية وجرينا وافترقنا فى الجبل وبدأت أكلم العرباوى قولتلة "أنا معرفش أنا فين أنا جوة الجبل قالى بيت الليلة مكانك وفى الصباح هوصل ليك"
وفي اليوم التالي تواصلت معه وأخذنا ونزلنا إلي السلوم ودخلنا مخازن السلوم وقال هنطلع الهضبة برغم صعوبتها ووصلنا سور الحدود و بدأ العرباوى يساعدنا في القفز من فوق السور وتم القبض على 40 شخص و ٢ دليل .
وفى اليوم التالى بدأ العرباوى يجمعنا وقال همنشى الليل تانى بس مش هنطلع الهضبة همنشى طريق السبع وديان وهو "طريق موت" اللى خارج منة مولود جديد و ظللنا 12 ساعة فى هذا الطريق ودخلنا ليبيا ومن هنا بدأ الخوف يكبر .
واستلمنا الراجل الليبى وسلمنا للعصابة وبدأت الرحلة من مخزن لمخزن بالاهانة والسلاح وبدأ يتباع مننا راجل وراء الثانى لحد ماوصلنا لمخزن كبير وهو مخزن مبيعات الانسان والاتجار بالبشر مش بتخرج منة غير لما شخص يجى يشتريك
قولت لشخص من العصابة هديك رقم جماعتى فى مصر وأقولهم اني مخطوف فى مخزن بنى وليد فى ليبيا قالى تمام وبدأ الحوار بينى وبين الليبى قولتلة أنا تعبان وعاوز أروح للمستشفى قالى ماينفع الموت هون أهون ليك أفضل من الحبس الليبى وبعدها بأيام خرجت بعد اصحابى ضمنونى ان كل واحد هيدفع 15 ألف ويخرج
ومشيت فى الجبل وقابلت واحد مصرى سألنى مالك قولتلة كنت مخطوف فى مخزن (بنى وليد) قال لي:" هكلملك راجل كويس ويشترى صحابك"
ويضيف : أخذنى الرجل ووجدت نفسى داخل مخزن آخر و قابلت رجل يلقبونه "الحاج سالم " و استمع لكلامي وقال (استريح ومتخافش بس انت معاك حد هنا قولتلة بلدياتى ذهب الى مخزن بنى وليد خلصهم واشتراهم وقالى لى هتحولوا ليا الفلوس على الحساب كامل غير فاتورة البحر وفعلا نزل اشتراهم والفلوس اتحولت 40 ألف فاتورة البحر
وبعد تحويل الفلوس كلم أهالينا طمئنني وأبلغهم اننا سوف نعود من خلال البحر وعلى قدر ما كنت خايف من ركوب البحر بس أرحم من ليبيا ومخازنها .
وبالفعل بدأ التجهيز للرحلة في اليوم التالي حيث ركبنا عبوة ثلاجة تحمل أشخاص من جميع الجنسيات وتم توصيلنا الي المخزن الرئيسى وبدأ ركوبنا على مركب طولها حوالي 13 متر ،لكنها كانت رحلة موت ؛ ويضيف محمد : الحمد لله وصلنا بعد48 ساعة من الرعب ،قابلنا خلالها الانقاذ الاوروبي الذي تعامل معنا بكل ود وحب وتعجبوا مما نتعرض له وقالوا لنا (أنتوا فعلا أحفاد الفراعنه )